jeudi 26 septembre 2019

مالي.. تنظيمات إرهابية وفرت خدمات لجمعيات قطرية ساعدتها

بعد مرور 6 سنوات على تدخل قوات فرنسية لتحريرها من قبضة جماعات مسلحة بسطت سيطرتها على نصف أراضي مالي في ٢٠١٢، تبقى بلدة غاو الواقعة شمال شرقي البلاد على بعد ١٢٠٠ كلم في عمق الصحراء الأقل أمنا والأكثر خطورة في الإقليم المضطرب الذي ينشط فيه مقاتلو تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، وينفذون منه هجمات تستهدف القوات الدولية المنتشرة في غاو، كذلك مواقع عسكرية ومدنية في بوركينافاسو والنيجر المجاورتين.

ورغم استمرار تدهور الوضع الأمني والإنساني، إلا أن السكان استأنفوا حياة شبه طبيعية في البلدة النائية وبدت الشوارع غير المسفلتة مكتظة بالسيارات، وازدحم سوق المدينة بالمتسوقين.

لا مدارس ولا تمريض

بدوره، قال أحد الباعة لـ"العربية نت": "يأتون من غاو وخارجها لاقتناء حاجياتهم من الأغذية، ويظهر بعضهم رغبة في شراء ما يكفي لعدة أيام وتخزين المشتريات في بيته، لكن القدرة الشرائية للناس ضعيفة والوضع المعيشي و المادي صعب لغالبية سكان البلدة".

بيد أن معظم المدارس مازالت مغلقة، حيث يشكو السكان ضعف التغطية الصحية، ويقولون إن اجلاء المرضى إلى العاصمة باماكو أصبح مستحيلا بسبب قطاع الطرق، وعصابات الجريمة المنظمة، والمقاتلين النابعين للجماعات المتمردة والمتطرفة، الذين يعتدون على المسافرين وينزعون منهم أموالهم وأمتعتهم بالقوة.

استنفار عسكري إقليمي ودولي

من جهته، رد المجتمع الدولي على احتلال جماعات متطرفة شمال مالي باستنفار عسكري إقليمي ودولي لمواجهة هذا التمدد الخطير للعنف، لكن قطر تبنت موقفا مغايرا، حيث ساندت توغل المتطرفين في المنطقة، وقدمت لهم مساعدات وفقا لشهادات من قادة وباحثين ووجهاء ينحدرون من غاو.

وقال مالكي ابراهيم وهو محام وناشط حقوقي من سكان البلدة لـ "العربية نت": "كان هناك جسر جوي تمر منه طائرات شحن قطرية هبطت في مطار غاو وأفرغت حمولتها من الحبوب والأسلحة والبضائع المختلفة، في الوقت الذي كانت فيه المدينة تحت السيطرة الكاملة والعملية لمقاتلي ما تطلق على نفسها اسم جماعة التوحيد والجهاد".

الجدير بالذكر أن جماعة التوحيد والجهاد هي تنظيم متطرف ارتبط بالقاعدة في المغرب الإسلامي وبايع داعش الذي أسس في مالي ما أسماه فرعه الإفريقي في الصحراء الكبرى لاحقا

وخلال احتلالهم لبلدة غاو، شرع مقاتلو هذه الجماعة الدموية في تطبيق تفسيرها المتطرف لأحكام الدين، حيث لاذ موظفو البعثات الإنسانية الدولية بالفرار خشية القتل أو الخطف، لكن جماعة التوحيد والجهاد قدمت تسهيلات وحماية لجمعيات وهيئات قطرية ظهرت لاحقا ضمن قائمة الإرهاب التي نشرتها دول المقاطعة العربية.

جمعيات قطر الخيرية بمناطق الإرهابيين

كذلك صرح فهد أغ المحمود رئيس قوة الدفاع عن النفس التابعة لقبائل الطوارق في غاو لـ"العربية نت" قائلا: "ما استطعنا ملاحظته و يمكننا أن نشهد عليه هو دخول جمعيات قطر الخيرية و تحركها بحرية في المناطق التي احتلها الإرهابيون ٢٠١٢"

وأضاف قائلا: "اعتقد أنه بدون تسهيلات وحماية من المجموعات المتطرفة لم تكن جمعيات قطر لتعمل في شمال مالي".

فيما شدد عابدين ولد محمد الأمين العام المساعد للحركة العربية الأزوادية على أن "قطر وزعت مساعدات في شمال مالي".

يشار إلى أن تبعات الدعم القطري للإرهاب في شمال مالي مستمرة إلى اليوم، فيما تحاول السلطات في هذا البلد الفقير والمترامي الأطراف إعادة الهدوء للمنطقة دون جدوى، حيث توجد مساحات واسعة خارج سيطرتها، فيما تنتشر الفوضى الدامية ويفتقد السكان الشعور بالأمن بسبب تكرار الهجمات الانتحارية وغارات المسلحين وانتشار الجريمة المنظمة وقطاع الطرق.



from ar https://ift.tt/2lbqW4B
via IFTTT

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ

إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ

مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ