mercredi 23 septembre 2020

عقيلة صالح.. كيف تحوّل من معرقل لسلام ليبيا إلى مهندسه؟

رفع الاتحاد الأوروبي قبل أيام العقوبات المفروضة على رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح منذ 4 سنوات بتهمة عرقلة جهود السلام في ليبيا، وهي الفترة التي تعرّض فيها دوره إلى التهميش، وعانى فيها من بعض العزلة في محيطه الداخلي والإقليمي والدولي، إلا أن اسمه عاد بقوة إلى الساحة السياسية الليبية منذ أشهر، خاصة في الفترة الأخيرة

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة الأوروبية، جاءت بعد حدوث تقدمّ ميداني وسياسي باتجاه السلام في ليبيا، كان عقيلة صالح من أبرز مهندسيه، بعدما تحوّل إلى شخصية رئيسية في المساعي للجمع بين طرفي الصراع ولاعبا محوريا في الحراك المحلي والدولي لإيجاد وتثبيت حلّ سياسي للأزمة الليبية.

في هذا السياق، اعتبر الكاتب الصحفي زايد هديّة، في حديث لـ"العربية.نت" أن رفع العقوبات الأوروبية على رئيس البرلمان يأتي بعد زوال أسبابها المتعلقة بعرقلة عملية السلام في ليبيا، وتشجيعا له على الاستمرار في المسار التفاوضي والحوار السياسي الذي انتهجه، حتى تشكيل مجلس رئاسي جديد وحكومة وحدة وطنية تنتهي معها أزمة ليبيا.

وزن قبلي وسياسي

وتابع قائلاً إن الاتحاد الأوروبي أصبح يدرك اليوم أهمية صالح ووزنه السياسي وثقله القبلي في ليبيا، إذ يمثل الواجهة السياسية للشرق الليبي والمخوّل للتفاوض والتحدّث باسمها، وبالتالي فهو يريد الاستفادة منه في المرحلة القادمة، خاصة بعد أن أصبح رئيس البرلمان حاملا للواء المفاوضات وطرفا رئيسيا في كل الحوارات السياسية التي دارت مؤخرا من القاهرة إلى جنيف والمغرب وداعما لها، بالإضافة إلى أنه عراب مبادرة القاهرة التي أعلن عنها قبل أشهر في العاصمة المصرية بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقائد الجيش الليبي الجنرال خليفة حفتر، والتي استتبعت اليوم أيضا.

دور مهم مستقبلاً

إلى ذلك، رأى أن تصعيد صالح يجري محليّا إقليميا ودوليا من أجل لعب دور مهم في المرحلة المقبلة في ليبيا، وهي محاولة قد تنتهي بترشيحه في منصب سياسي مهمّ سواء في السلطة القادمة أو التي ستأتي بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

ومنذ 24 مايو الماضي، تصدر رئيس البرلمان البالغ من العمر (76 سنة) والذي ينتمي إلى قبيلة العبيدات القوية في الشرق والمدعوم من إقليم برقة، المشهد السياسي في ليبيا وتنامى دوره داخليا وخارجيا، بعدما طرح مبادرة سياسية دعا فيها إلى تشكيل مجلس رئاسي جديد وحكومة وحدة وطنية، أصبحت اليوم قاعدة للتسوية السياسية في ليبيا.

وبات صالح اليوم الوجه السياسي البارز في الشرق الليبي الذي يدافع عن تمثيله في السلطة القادمة كما تزايدت المهام الموكلة إليه، وأصبح من الوجوه التي يعول عليها في الداخل والخارج في تحويل البلاد من حالة الحرب والانقسام إلى السلام والوحدة، خصوصا بعد تأكيد قائد الجيش الليبي أكثر من مرّة أنه ليس طرفا في التجاذبات السياسية في ليبيا.

" الرقم الصعب"

بدوره، اعتبر المحلل والناشط السياسي فرج فركاش في تصريح لـ"العربية.نت"، أن رفع العقوبات عن رئيس البرلمان، كان متوقعا منذ مدة، مشيرا أنّه "بمثابة دعم وتشجيع له، بعدما أثبت أنه الرقم الصعب الآن في المعادلة السياسية، كما يجد القبول من الطرف الخصم، باعتباره لم يكن مسؤولا مباشرا عن الحرب الأخيرة في طرابلس رغم دعمه لها".

وتابع فركاش أنّ بروز صالح كشخصية سياسية يمكن أن تكون ممثلا لإقليم برقة، جاءت "بعد إدراك المجتمع الدولي استحالة الحسم العسكري والبيانات الأميركية المتعددة التي تدعو إلى بروز أصوات في إقليم برقة غير الأصوات المعتادة، وكذلك بعد مبادرته الداعية لوقف النار وتعديل المجلس الرئاسي إلى 3 أعضاء وفق الأقاليم التاريخية واختيار حكومة منفصلة تتوحد تحتها السلطة والمؤسسات التنفيذية في ليبيا".



from ar https://ift.tt/33SvizJ
via IFTTT

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ

إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ

مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ