mardi 31 janvier 2017

ترامب وبنكيران وجهان لعملة واحدة – محمد نجيب كومينة

 

من المؤكد أن بنكيران يشعر مثلنا بالغضب من القرار التمييزي والعنصري لترامب ضد المسلمين وطالبي اللجوء، ويشعر كذلك بتعاطف كبير مع التصريحات والتحركات المضادة للقرار في الولايات المتحدة وبقية العالم.

لكن بنكيران يجب أن لا ينسى أن ترامب ظاهرة شعبوية وأنه فاز في الانتخابات بخطاب شبيه بالخطاب الذي قاده هو أيضا للفوز بالمرتبة الأولى في انتخابات مجلس النواب. خطاب يقوم على التمييز بين فسطاطين ويركز على البعد الهوياتي وزرع الخوف من الآحر المختلف الذي يشكل خطرا على القيم المحافظة لأمريكا البيضاء والإنجيلية وهو ما يجد معادله في الخطاب الإسلامي في مهاجمة الغربيين والعلمانيين والكفار وما جاور ذلك الذين يخرجون المسلمين عن سواء السبيل.

ترامب يشترك مع بنكيران في الظهور بمظهر الرجل التلقائي الذي لا يزن كلماته قبل النطق بها ولا يتردد لحظة واحدة في الهجوم على خصومه بلغة التذمير والتشهير.

ترامب يعتبر كبنكيران أن نتائج صناديق الاقتراع تبيح له أن يفعل ما يشاء ويتجاوز كل الحدود، لكن وقوف الأمريكيين والعالم ضده من شأنه أن يبين له أن الانتذاب الانتخابي ليس كل شئ، وأن هناك قيما يقوم عليها النظام المعياري الديمقراطي، والذين يقفون في وجه تطرف ترامب لم يتهمهم أحد بمحاولة الانقلاب على صناديق الاقتراع كما تفعل كتائب البيجيدي.

ربما تمثل صدمة ترامب بالنسبة للإسلاميين فرصة لإجراء المراجعات الضرورية لسحب أوجه الشبه الإديولوجية والتخلي عن الخطاب الشعبوي الذي يورط في النهاية في متاهات خطيرة.



from okhbir http://ift.tt/2kNg370
via IFTTT

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ

إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ

مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ