samedi 4 octobre 2014

20 سنة من عدوان المخزن على الجزائر بالتحامل و"الزطلة"



الحدود مع المغرب مغلقة منذ حادثة "فندق مراكش" في 24 أوت 1994




مرّت أمس، 20 سنة على غلق الحدود الجزائرية المغربية، بالموازاة مع تصعيد شديد اللهجة في تصريحات مسؤولي البلدين، بدأ بكيل سيل من الاتهامات المغربية للجزائر، بخصوص قضية الصحراء الغربية، ومحاولة "المخزن" تجنيد الإعلام لشن حملة تشويه مع إسهام قوي لممثلي الدبلوماسية المغربية في "صياغة التصريحات" المعادية، فيما كان الرد من الجانب الجزائري أكثر دبلوماسية، قطعه وزير الخارجية رمطان لعمامرة بمدح المتسبب في توتر العلاقات نظيره في الخارجية، مزوار، الذي اعتبر نجاح الصحراء الغربية في استمالة الأمم المتحدة من جديد "ضغطا جزائريا".
العلاقات الجزائرية المغربية التي اضطربت منذ حادثة "فندق مراكش" في 24 أوت 1994، حين اتهمت السلطات المغربية الجزائر بتدبير حادثة اغتيال سياح أجانب وأغلقت حدودها وقابلتها الجزائر بالمعاملة بالمثل، لم تعرف تطورا منذ ذلك التاريخ، بل زادت سوءا بسبب التداعيات التي صاحبتها، سواء تعلق الأمر بمحاولة المغرب إغراق السوق الجزائرية بالقنب الهندي، وتهريب الوقود الجزائري عبر الحدود أو التصريحات العدائية للمسؤولين المغربيين حيال الجزائر، بالموازاة مع مطالبتهم الجزائر بفتح الحدود دون قيد أو شرط يقابله في الجهة الأخرى خدمة لأجندات أجنبية تهدف في مجملها لزعزعة استقرار الجزائر من خلال المغرب. 
يأتي ذلك في الوقت الذي حددت الجزائر ثلاثة شروط لفتح الحدود، تمثلت في الوقف الفوري لحملة التشويه الإعلامي والموقف العدواني المتنامي حيال الجزائر والتعاون الكامل والعملي والفعال لوقف الهجوم الضخم في حق الجزائر بتهريب وتسريب المخدرات ووجوب اعتراف المغرب نهائيا بأن الجزائر لديها موقف ثابت ولا رجعة فيه بشأن مسألة الصحراء الغربية. 
ويرى اللواء المتقاعد من صفوف الجيش الشعبي الوطني عبد العزيز مجاهد، أن التحليل السليم والوفي للعلاقات الجزائرية المغربية كان للرئيس الأسبق هواري بومدين، الذي قال إن الأنظمة غير الوطنية والتي لا تخدم مصالح شعوبها لا أمل فيها، وإنه علينا بناء مغرب الشعوب وليس مغرب الأنظمة، وتساءل اللواء في اتصال مع "الشروق" "كيف يمكن ائتمان نظام يقوم بتسميم شبابنا بأطنان من المخدرات، هل هذا نظام يؤتمن، هل النظام الذي يتعامل مع إسرائيل والإمبريالية الغربية التي هي عميلتها فرنسا في المنطقة يمنح له الأمان"؟، واعتبر مجاهد أن النظام المخزني له نفس الفكر الصهيوني التوسعي، وعقيدته هي إنشاء المغرب الكبير من طنجة إلى نهر السنغال، وبالتالي فقرار الجزائر في تفادي فتح الحدود هو قرار صائب، موضحا بأن "المخزن" يخدم مصالح أجنبية وغريبة عن المنطقة ضد مصالح الشعوب "وبالتالي لا أمان له، لا في الماضي ولا  في الحاضر ولا في المستقبل، ومن لا شرف له، لا أمان له" ـ يقول اللواء ـ. 
بالمقابل، يعتقد الباحث المغربي في الفكر السياسي، محمد ظريف، بأن الأصل في توتر العلاقات الجزائرية المغربية هو قضية الصحراء الغربية، ويرى بأن ما يثار من تراشق للاتهامات بين البلدين، ما هو إلا الشجرة التي غطت الغابة، كون المشاكل والاتهامات المتبادلة بينهما على مدار 20 سنة جعلت العلاقات تركد.
ويبرز المحلل السياسي في اتصال مع "الشروق" بأن وجهات النظر بين البلدين كانت متباينة خلال السنوات العشرين الماضية، وموقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية كان دائما يرتكز على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، فيما يتمسك المغرب بضرورة استرجاع أقاليمه الجنوبية.
وبحسب المحلل، فإن توتر العلاقات أثر كثيرا على حل العديد من المشاكل التي يأتي في مقدمتها انهيار بعض دول الجوار من قبيل ليبيا والاضطرابات التي تعيشها تونس، "تضاف إليها مشاكل بين البلدين لا تحل ما يجعل أطروحة المغرب العربي حلما غير قابل للتحقيق".

دليلة بلخير

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ

إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ

مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ