samedi 4 octobre 2014

التخويف بالشيطان‮!‬

لو تأسسّ‮ ‬المغرب العربي،‮ ‬لاستقلت الصحراء الغربية،‮ ‬وانتهى‮ "‬الاستعمار‮" ‬المغربي،‮ ‬وانتهى أيضا‮ "‬استحمار‮" ‬الشعوب،‮ ‬وانتهى التآمر والتخابر،‮ ‬وحلّ‮ ‬التعاون والتنسيق وما فيه خير لكلّ‮ ‬شعوب وبلدان المنطقة‮!‬
لقد تمّ‮ ‬تفتيت هذا الاتحاد الذي‮ ‬تسلـّم شهادة ميلاده في‮ ‬الجزائر،‮ ‬وسعى آخرون إلى تسليمه شهادة وفاته في‮ ‬مناطق أخرى،‮ ‬وحاول آخرون،‮ ‬تقويضه وترويضه،‮ ‬واعتقد البعض الآخر أنه مركبة لمن لا مركبة له‮!‬
إن‮ "‬ضياع‮" ‬هذا الاتحاد،‮ ‬هو الذي‮ ‬أوصل كامل المنطقة إلى الوهن،‮ ‬ومرحلة الخطر،‮ ‬وفتح عليها أبواب جهنـّم،‮ ‬ولولا تواصل الشعوب المغاربية،‮ ‬وحبها لبعضها البعض،‮ ‬ولولا إيمان القلّة القليلة من دوله،‮ ‬بجدوى وحتمية،‮ ‬هذا الصرح،‮ ‬لضاع نهائيا ولن تقوم له قائمة‮!‬
تلاعب بعض‮ "‬الإخوة‮" ‬ووقف دفع اشتراكاتهم،‮ ‬وتجميد تطبيق اتفاقيات التأسيس،‮ ‬هو الذي‮ ‬حوّل هذا الاتحاد إلى اتحاد بلا قوة،‮ ‬وإلى‮ "‬جثة هامدة‮"‬،‮ ‬والمسؤولية‮ ‬يتحملها من أراد تصفية حساباته مع الجزائر،‮ ‬بدل أن‮ ‬يصفي‮ ‬مشاكله مع أطراف أخرى تناضل وتكافح من أجل قضيتها،‮ ‬التي‮ ‬تبقى قضية حياة أو موت‮!‬
الذي‮ ‬يحصل في‮ ‬منطقة المغرب العربي،‮ ‬لا‮ ‬يسرّ‮ ‬أيّ‮ ‬صديق،‮ ‬لكنها دون شك،‮ ‬وليس في‮ ‬ذلك‮ ‬غرابة،‮ ‬تسرّ‮ ‬الكثير من‮ "‬الأعداء‮" ‬والمتآمرين،‮ ‬ولا داعي‮ ‬هنا،‮ ‬أن تضحك بعض الأصوات على حكاية‮ "‬التدخل الأجنبي‮" ‬وبُعبع‮ "‬المؤامرة‮" ‬وكذا‮ "‬اليد الأجنبية‮"‬،‮ ‬فالنماذج الحاصلة عبر بلدان عربية‮ ‬يفتح الأقواس للتساؤل والتحذير والحيطة‮!‬
بعيدا عن مبررات وأهداف‮ "‬الثورة‮" ‬على بعض الأنظمة الحاكمة،‮ ‬وفق ما سمّي‮ ‬بـ"الربيع العربي‮" ‬الذي‮ ‬مازال‮ ‬غامضا ومبهما ومثيرا للاستفسار،‮ ‬فإن القليل القليل الذي‮ ‬تنبّأ بهذا الإعصار أو التسونامي‮ ‬أو العاصفة الثلجية أو الزلزال أو الطوفان،‮ ‬الذي‮ ‬ضرب بلدانا مازالت تئنّ‮ ‬إلى اليوم،‮ ‬بعد أكثر من سنتين،‮ ‬تحت وطء الفتنة والاقتتال وتدمير البنية التحتية‮!‬
من الطبيعي،‮ ‬أن تتجنـّد الجزائر،‮ ‬لمراقبة حدودها البرية الطويلة،‮ ‬ومن البديهي‮ ‬أن تـُعلن الطوارئ والاستنفار لإحباط تسلل عناصر من‮ "‬لفيف أجنبي‮" ‬تارة تنتجه‮ "‬القاعدة‮" ‬وتارة أخرى‮ "‬جند الخلافة‮" ‬وتارة‮ "‬داعش‮"‬،‮ ‬والهدف‮ ‬يتقاطع ويتلاقى ويتشابه،‮ ‬وسلاحه تفجيرات وتسريب للذخيرة واختطافات وبحث عن الفدية وتخويف بالشيطان،‮ ‬وهو الملف الذي‮ ‬تعرفه الجزائر جيّدا‮!
جمال لعلامي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ

إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ

مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ