mardi 7 octobre 2014

المغرب يلقي بعشرات من مواطنيه داخل الأراضي الجزائرية عشية العيد

آمال عماري
كشفت، أول أمس، مصادر مطلعة للشروق عن مستجدات خطيرة حول قضية القبض على عشرات المغاربة من طرف السلطات الأمنية للملكة المغربية، التي قالت الرباط إنهم مقيمون بصفة غير شرعية في الجزائر، وكانوا يحاولون التسلل إلى التراب المغربي عشية عيد الأضحى، وتم توظيف.
 مصادر "الشروق" أوردت أن توقيف هؤلاء المغاربة من طرف سلطات بلدهم، لم يدم سوى بضع ساعات تم خلالها تحرير تقارير أمنية بخصوصهم مرفقة بصور التقطت لهم بواسطة طائرة مروحية تابعة للجيش الملكي وذلك بالمكان المسمى واد إيسلي المغربي قبل أن تقوم بطردهم إلى التراب الجزائري، أين مكثوا طيلة يومين كاملين في العراء في ظروف جد كارثية، لتتدخل وحدة تابعة لأفراد الجيش الوطني الشعبي، التي قامت بالتكفل بهم وإطعامهم واتخاذ إجراءات تتعلق بالمتابعة الطبية للرعايا المغاربة، أين تم نقلهم إلى مصلحة الطب الشرعي لمستشفى مغنية.  
المغاربة الذين تجاوز عددهم 50   شخصا واللذين تتراوح أعمارهم مابين 18 و50 سنة وأغلبيتهم من الحرفيين ومن ممتهني الأعمال الحرة، أدلوا بتصريحات جد خطيرة عن كيفية تعامل المخزن لحظة القبض عليهم، ومن ذلك أنه قيل لهم "أنتم لستم مغاربة، عودوا إلى وطنكم الجزائر .."، وهي العبارة التي حزت في نفوسهم، خاصة وأنهم كانوا بصدد قضاء أيام عيد الأضحى رفقة عائلاتهم في التراب المغربي، ليجدوا أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه، الأمر الذي جعل السلطات الأمنية الجزائرية تتعامل مع هذا الوضع بطرق إنسانية، حيث تم تحويلهم بعد التكفل بهم وإخضاعهم للفحوصات الطبية إلى وكيل الجمهورية بمحكمة مغنية، قبل أن يأمر هذا الأخير بوضعهم بمركز مكافحة الهجرة غير الشرعية بمغنية، على أن يتم ترحيلهم إلى بلدهم الأصلي.
يشار إلى أن الداخلية المغربية أصدرت الخميس الفارط بيانا مقتضبا بخصوص الواقعة، لم يتضمن هذه التفاصيل الخطيرة، مكتفيا بالإعلان عن توقيف مغاربة قال إنهم "موجودون في وضعية غير قانونية ومقيمين بالجزائر على الحدود المغربية - الجزائرية"
دون الحديث عن حادثة طردهم إلى واد بونعيم بألأراضي الجزائرية، وهي الحادثة التي تكشف -حسب متابعين -استثمار المخزن في مثل هذه المسائل حتى وإن كان الأمر يتعلق بمواطنيه، حتى يظهر أمام الرأي العام الدولي، وتحديدا المنظمة الدولية لمكافحة الهجرة غير شرعية التابعة للاتحاد الأوروبي أنه يبذل جهودا من أجل القضاء على ظاهرة الهجرة السرية، وهو نفس الهدف الذي يسعى إليه المخزن عبر مشروع الجدار الإلكتروني على طول المسافة ما بين منطقة فقيق بالحدود الغربية الجنوبية المتاخمة لبشار وصولا إلى منطقة العقيد لطفي بالحدود الشمالية الغربية للوطن، إذ لا يوجد، -حسب المتابعين -، أي تفسير لحادثة أخذ التقاط صور بواسطة طائرة مروحية تابعة للقوات المغربية، إلا إذا كان الأمر يتعلق بتحرير تقارير "إيجابية" لجهات أجنبية عن المجهود الأمني المبذول من قبل مملكة محمد السادس، وهو المجهود الذي لخصه بيان وزارة الداخلية مباشرة بعد إلقاء القبض على المغاربة ،وما تضمنه من إشارات لا تخرج عن إطار " ذر الرماد في العيون" عندما تحدث ذات البيان عن إمكانية تواجد إرهابيين من بين الموقوفين، علما أن المقبوض عليهم رعايا مغاربة. دون الحديث عن الأرقام الكبيرة لأعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين تمكنت مختلف المصالح الأمنية بالشريط الحدودي من توقيفهم بالجهة الغربية للوطن.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ

إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ

مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ