mardi 29 novembre 2016

“كوزينة وطواليط ديال سيدي بو برلمان”! – فهـد الباهي

 

 “يا أمة ضحكت من جهلها الأمم”… تطبخون وتأكلون وتشربون وتنامون في البرلمان، وتستغلون معاناة الفقراء البؤساء المغاربة، بقيمة تتعدى مليارين و300 مليون، يا لصوص الوطن.

فعلا أنتم لصوص أيها البرلمانيون، لن أسامحكم على حقوقي التي تهضمونها وتسرقونها بقوانين تسوغونها، تتلاءم وترضي نزواتكم في الأوتيلات، وبطونكم السمينة في مطبخ البرلمان، ومؤخراتكم بمرحاض البرلمان الباهظ الثمن، وسيارات الدولة، طبعا، أنا ومعي إخوتي وأخواتي من المغاربة المفقرين على أيديكم التي تصب الملح بين الفينة والأخرى على جراحنا ومآسينا.

أيها الممثلون على الأمة، اعلموا أنكم لستم ممثلين للأمة، ما دمتم لا تركبون حافلة عمومية ممزقة الكراسي وحديدها ينغزكم كما ينغزنا في مؤخراتنا، وقطرات ماء المطر تسيل فوق رؤوسكم كما تسيل على رؤوسنا، وتتزاحمون كما نتزاحم لنتراحم ونواسي بعضنا البعض ونصير أشبه بأسماك معلبة في علبة سردين، ستصبحون ممثلين لنا وصوتنا في “زاوية الخير والخمير سيدي بو برلمان” الله يقوي حرمو.

عندما يُجهز مطبخ في “زاوية الخير والخمير سيدي بو برلمان” بقيمة 900 مليون سنيتم، (مكلاش حقو) يخرج مسؤول بتصريح للصحافة ويقول التجهيزات معطلة وتحتاج إصلاحا، علما أنها لم تُستعمل بعد ولم تُسلق فيها حبة بطاطس أو طماطم ولا بصلة، عفوا، ظننت أن طعامهم مثل طعامنا، فجأت واستوعبت أن مراحيضهم لا تقبل الخضر والأعشاب التي نتناولها نحن في مجاريها (غتخنق)، المهم لم يُطبخ فيه كيلو واحد من سمك طعام البرلمانيين “الكلمار أو الكروفيت أو تون رويال، وأكلات هندية وصينية وإطالية…” وخيرات ربي بتلك الزاوية لا حدود لها… ما تنتظر؟ عندما يجهز في “زاوية الخير والخمير سيدي بو برلمان” مراحيض بقيمة مليار 400 مليون، مع العلم أننا جميع البشر، والمغاربة متساوون أمام سمو بيت الراحة “الطواليط” فهو حق مكفول للأغنياء و”المزاليط”، ما عدا الثروة وباقي الحقوق المُحتكرة، ومعلوم أن فئة عريضة من المغاربة “فين ما لقاو شي وطية فيها الغربي” يحطون همومهم وفضلاتهم، بل ويحسون بسعادة ما بعدها سعادة، مستعملين أوراق الأشجار أو حجر “التيمومة ـ الصم”، بتكلفة صفر درهم.

إن هذه المبالغ الكبيرة التي تصرف في أمور تافهة لا قيمة ولا معنى لها، وعواقبها كبيرة ووخيمة، ولسببين، الأول: ستفقد المؤسسة التشريعية البرلمان مصداقيتها في أعين المواطنين، بعدما تحولت إلى مكان يدافع فيه الفرد بكل استماتة وبالطرق القانونية وغير القانونية للوصول إليه، وذلك لتحقيق ثراء فاحش، ولحماية ثروته ومضاعفتها أحيانا، والأمثلة لا تعد ولا تحصى. والثاني: أن القصر، أو المؤسسة الملكية الحاكمة ستصبح في مواجهة بشكل مباشر مع الطبقة الفقيرة، المسحوقة، طبعا بعد إنتاج قطيع من الجهلاء والأميين، بعد وقف مجانية التعليم، وهذه الطبقة التي لن تقبل خطابا من الملك مهما كانت فيه الإغراءات والوعود وتطلعات للمستقبل.. لأن مطالبها ستتحول إلى مطالب أنية..

ولا شك أن نسبة شريحة الفقراء في تزايد، وبشكل كبير وملحوظ،( يوميا)، وأما تصدع بنيان ما يسمى بالطبقة الوسطى الماضية في الانقراض جراء القرارات الحكومية الفاشلة فهو الخطر الأعظم.

لهذا يجب أن تعاد للمؤسسة التشريعية مصداقيتها ودورها الرئيسي في خدمة الوطن والمواطنين، ووقف نزيف هدر أموال الشعب، وترشيده وتسيير نفقاته بعقلانية، لأن مثل هكذا أمور لا تزيد المواطن إلا سخطا وكراهية وفقدانا للثقة في دور مؤسسة واجبها أن تضمن حقوقه.

حولوا “زاوية الخير والخمير سيدي بو برلمان”، إلى برلمان وصوت للشعب.



from okhbir http://ift.tt/2gDfNp3
via IFTTT

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ

إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ

مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ